لم يعد الصيف في غزة ينتظر شمسه الحارقة ليعلن حضوره، فقد سبقه العطش إلى خيام النازحين ومنازلهم المدمّرة، واختلط الغبار الملتهب بنداءات الأطفال الظامئين، في مشهد تتكسر فيه أدنى مقومات الحياة على صخرة الحصار والدمار الذي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
هكذا يمضي الصيف قبل أوانه، وتشتد الحرب على أجسادهم النحيلة دون أن تُطلَق رصاصة واحدة، فيكفيهم فقط أن يحرموهم من الماء، إذ صار الماء