اختيارات المحررينفوكس عربى ترند
أخر الأخبار

ما السر وراء بيع روسيا ألاسكا؟ وهل يتكرر المشهد مع جرينلاند؟

ترامب يفاوض لشراء جرينلاند 

في أواخر القرن التاسع عشر، أثارت صفقة شراء ألاسكا من روسيا اهتمامًا كبيرًا داخل الولايات المتحدة، وواجهت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. اليوم، يعيد الحديث عن شراء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لجزيرة جرينلاند الذاكرة إلى تلك الصفقة التاريخية التي أبرمتها واشنطن عام 1867 مع روسيا. فكيف تطورت تلك الصفقة؟ وما الذي دفع روسيا للتخلي عن تلك المساحة الشاسعة؟


الولايات المتحدة واستراتيجية التوسع الجغرافي

قبل صفقة ألاسكا، أظهرت الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا بالتوسع الجغرافي. ففي عام 1803، اشترت أراضي لويزيانا من فرنسا مقابل 15 مليون دولار، وواصلت هذه السياسة مع صفقة شراء جزر فيرجن من الدنمارك في عام 1917. جاءت صفقة ألاسكا كخطوة إضافية لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في المحيط الهادئ.

كان وزير الخارجية الأمريكي حينها، ويليام سيوارد، الداعم الرئيسي لشراء ألاسكا، رغم الانتقادات التي واجهها من الصحافة والسياسيين الذين أطلقوا على الصفقة ألقابًا ساخرة مثل “جنون سيوارد” و”حديقة الدب القطبي”. ومع ذلك، نجحت الصفقة في النهاية، وتم شراء ألاسكا مقابل 7.2 مليون دولار، وهو ما يعادل اليوم أكثر من 150 مليون دولار.


لماذا باعت روسيا ألاسكا؟

في منتصف القرن التاسع عشر، وجدت روسيا نفسها في موقف صعب، خاصة بعد هزيمتها في حرب القرم (1853-1856). كانت ألاسكا بعيدة جدًا عن العاصمة موسكو، مما جعل إدارتها أمرًا معقدًا ومكلفًا. كما أن الموارد الطبيعية الرئيسية التي كانت تعتمد عليها روسيا هناك، مثل تجارة فراء ثعالب البحر، قد استُنزفت بسبب الصيد الجائر.

إضافة إلى ذلك، كانت روسيا تخشى أن تتدخل بريطانيا، المنافسة لها، وتحتل ألاسكا في حال تُركت دون إدارة. لذلك، قررت روسيا بيع ألاسكا إلى الولايات المتحدة التي لم تكن تشكل تهديدًا سياسيًا أو عسكريًا كبيرًا آنذاك.


الفوائد الاقتصادية والسياسية للصفقة

رغم التردد الأولي، أثبتت صفقة ألاسكا جدواها الاقتصادية للولايات المتحدة. فقد أصبحت ألاسكا مصدرًا غنيًا للذهب والنفط والموارد الطبيعية الأخرى. كما ساهمت المنطقة في تعزيز موقع أمريكا الجيوسياسي في المحيط الهادئ. في النهاية، أثبتت الصفقة أنها “استثمار رابح”، حيث حققت عوائد ضخمة مقارنة بالتكلفة الأولية.


تأثير الصفقة على السكان الأصليين

بينما احتفلت الحكومتان الروسية والأمريكية بالصفقة، لم يتم إشراك السكان الأصليين في ألاسكا، مثل الإنويت واليوبيك، في المفاوضات أو حتى إبلاغهم بالتغييرات التي ستطرأ. واجه السكان الأصليون تغييرات كبيرة في حياتهم الثقافية والاجتماعية نتيجة سياسات الولايات المتحدة الاستعمارية.


درس تعليمي: أهمية التفاوض الجيوسياسي في التاريخ

تُعتبر صفقة شراء ألاسكا نموذجًا يُدرّس في التاريخ كأحد الأمثلة البارزة على الصفقات الجيوسياسية الناجحة. يُظهر هذا المثال كيف يمكن للدول أن تتخذ قرارات استراتيجية بناءً على الظروف الاقتصادية والسياسية والديموغرافية. كما تعكس الصفقة أهمية الموارد الطبيعية وتأثيرها في تعزيز قوة الدول.

فوائد تحليلية للدارسين:

  • التخطيط الاستراتيجي: استغل الأمريكيون ضعف روسيا في ذلك الوقت لتحقيق مكاسب جغرافية واقتصادية.
  • إدارة الموارد: أظهرت الصفقة كيف أن استغلال الموارد بشكل مفرط يؤدي إلى تآكلها، وهو ما حدث مع ثعالب البحر.

الأسئلة الشائعة

  1. لماذا قررت روسيا بيع ألاسكا؟
    بسبب الصعوبات الاقتصادية وإدارة الأراضي البعيدة، إلى جانب الخوف من احتلال بريطانيا لألاسكا.
  2. ما تكلفة شراء ألاسكا بالنسبة للولايات المتحدة؟
    بلغت تكلفة الصفقة 7.2 مليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 مليون دولار بالقيمة الحالية.
  3. ما أبرز موارد ألاسكا التي أفادت الولايات المتحدة؟
    الذهب، النفط، والموقع الجغرافي الاستراتيجي.
  4. هل كان السكان الأصليون طرفًا في الصفقة؟
    لم تتم استشارة السكان الأصليين أو أخذ آرائهم بعين الاعتبار خلال عملية البيع.
  5. ما تأثير الصفقة على السياسة الأمريكية؟
    ساهمت الصفقة في تعزيز النفوذ الأمريكي في المحيط الهادئ وزيادة ثروتها الاقتصادية.

التوقعات المستقبلية

من المتوقع أن تستمر النقاشات حول الصفقات الجيوسياسية المحتملة في المستقبل، خاصة مع تطورات تغير المناخ التي تجعل المناطق القطبية أكثر جاذبية للاستثمار والتنقيب. قد تعود جرينلاند إلى طاولة المفاوضات، لا سيما مع تزايد الطلب على الموارد النادرة.


التوصيات والنصائح

  • لصناع القرار: دراسة التاريخ الجيوسياسي يساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة.
  • للباحثين: التركيز على تأثير القرارات السياسية على السكان الأصليين يوفر رؤى مهمة.
  • للطلاب: التعمق في تحليل الصفقات التاريخية يعزز فهم القضايا الجيوسياسية الحالية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لاستكمال رحلتك في محتوانا لابد من إيقاف حاجب الإعلانات