اختيارات المحررين
أخر الأخبار

مجزرة القطط: هل تتسبب أقدامها الناعمة في إبادة الطيور بسويسرا؟

مجزرة القطط

القطط في سويسرا: كيف يمكن التوفيق بين حريتها وحماية التنوع البيولوجي؟

في ظلّ تزايد المخاوف بشأن التأثير السلبي للقطط على التنوع البيولوجي في سويسرا، أثيرت مؤخرًا مقترحات مثيرة للحد من أعدادها، مثل حظر استيرادها وتربيتها لمدة عشر سنوات، ولكن مع شعبية القطط الكبيرة، لا تزال هذه القضية حسّاسة ومحل جدل مجتمعي وسياسي.


التأثير البيئي للقطط في سويسرا

تشير التقديرات إلى وجود حوالي مليوني قطة في سويسرا، تتجول معظمها بحرية في الهواء الطلق. وتُقدّر مؤسسة حماية الحيوان السويسرية “تير إم ريشت” أن 10% من هذه القطط مشرّدة، فيما يتمتع 90% منها بإمكانية الخروج إلى الطبيعة.

إحصائيات مقلقة:

  • تقتل القطط 30 مليون طائر سنويًا، وفق صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”.
  • تقضي القطط أيضًا على نصف مليون من الزواحف والبرمائيات، وهو ما يهدد التوازن البيئي بشكل متزايد.

وبالنظر إلى أن ثلث أنواع الطيور في سويسرا مهددة بالانقراض، فإن هذه الأرقام تُثير قلق دعاة الحفاظ على البيئة، الذين يرون في القطط تهديدًا إضافيًا للأنواع المهددة أصلًا بسبب عوامل أخرى كالتغير المناخي والتوسع الحضري.


مقترحات للحد من التأثير

1. حظر استيراد وتربية القطط:
قدّمت الجمعية السويسرية لحماية المناخ مقترحًا مثيرًا للجدل يتضمن وقف استيراد وتربية القطط لمدة عشر سنوات كإجراء مؤقت يهدف إلى حماية البيئة.

2. أطواق تصدر ضوضاء:
اقترح مدير منظمة “برو ناتورا”، أورس ليوجر-إيشيمان، وضع أطواق تصدر ضوضاء لتنبيه الحيوانات الأخرى، ولكن هذا المقترح أثبت فشله عند التطبيق، حيث تحسّن القطط مهاراتها في الصيد رغم وجود الأجراس.

3. فرض الإقامة الجبرية خلال مواسم التكاثر:
تجربة بلدة فالدورف الألمانية تُعتبر مثالًا على الإجراءات الوقائية الصارمة، حيث يُمنع خروج القطط في الفترة من أبريل إلى أغسطس لحماية طائر القبرة المتوجة. ويواجه المخالفون غرامات تصل إلى 50,000 يورو.

4. فرض ضرائب على القطط:
اقترح توماس هوفستيتر من الحزب الليبرالي فرض ضريبة على القطط التي يُسمح لها بالخروج، بحيث تُستخدم الإيرادات الناتجة عن هذه الضريبة في تمويل برامج حماية التنوع البيولوجي.

5. التعقيم المنتظم:
طرح أيضًا إجراء تعقيم القطط بشكل دوري للحد من أعدادها وتقليل غريزة الصيد لديها.


الصدام بين القطط والطبيعة: هل القطط حقًا الخطر الأكبر؟

رغم التأثير الكبير للقطط، يؤكد دعاة البيئة مثل أورس ليوجر-إيشيمان أن القطط ليست التهديد البيئي الأكبر. فالعوامل الأساسية التي تُهدد التنوع البيولوجي تشمل:

  • التغير المناخي.
  • التوسع الحضري وازدياد المساحات المأهولة بالسكان.
  • الاستخدام المكثف للزراعة.

وبالتالي، يطالب الخبراء بمعالجة الأسباب الجذرية لتدهور البيئة بدلًا من حصر المشكلة في القطط فقط.


موقف المجتمع السويسري

رغم المحاولات المتعددة لمعالجة هذه القضية، تبقى ردود الفعل متباينة. ففي حين يطالب بعض السياسيين بإجراءات صارمة مثل تسجيل القطط أو فرض الضرائب عليها، يرى آخرون أن هذه التدابير غير مقبولة اجتماعيًا.

يُعزى ذلك إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها القطط في سويسرا؛ حيث تُعتبر “رفقاء الحياة اليومية” للكثير من الأسر، ما يجعل أي إجراء ضدها محفوفًا بالمخاطر السياسية.


القسم التعليمي: كيف تؤثر القطط على النظام البيئي؟

تُعد القطط من الأنواع المفترسة التي تحتفظ بغريزة الصيد حتى وإن كانت مُدللة وتعيش في المنازل. إليك كيف تؤثر القطط على البيئة:

  1. استهداف الحيوانات الصغيرة:
    • الطيور، الزواحف، والبرمائيات هي الأكثر عرضة لهجمات القطط، ما يُخل بتوازن السلسلة الغذائية.
  2. تأثير مباشر على الأنواع المهددة:
    • تُشكّل القطط تهديدًا مباشرًا للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض مثل طائر القبرة المتوجة.
  3. تعطيل النظام البيئي:
    • تراجع أعداد الطيور والحيوانات الصغيرة يُقلل من التنوع البيولوجي ويُحدث تغييرات بيئية طويلة الأمد.
مجزرة القطط هل تتسبب أقدامها الناعمة في إبادة الطيور بسويسرا؟
مجزرة القطط هل تتسبب أقدامها الناعمة في إبادة الطيور بسويسرا؟

التوقعات المستقبلية

من المتوقع أن يستمر الجدل حول تأثير القطط في سويسرا، لا سيما مع تعقيد القضية وحساسية اتخاذ قرارات قد تثير غضب مُربي القطط. قد نشهد في المستقبل:

  1. تجارب محلية مشابهة لبلدة فالدورف الألمانية للحد من خروج القطط خلال مواسم معينة.
  2. تعزيز حملات التوعية البيئية لتشجيع مالكي القطط على اتخاذ إجراءات تطوعية لحماية الحياة البرية.
  3. التوسع في برامج التعقيم للسيطرة على أعداد القطط الضالة.

التوصيات والنصائح

  1. تشجيع التعقيم والتطعيم المنتظم: يساعد ذلك في الحد من تكاثر القطط الضالة وتقليل تأثيرها البيئي.
  2. إبقاء القطط في الداخل خلال مواسم تكاثر الطيور: إجراء بسيط وفعّال لحماية الأنواع المهددة.
  3. تركيب أجراس أو أطواق ضوضائية: لتقليل نجاح القطط في الصيد.
  4. زيادة الوعي البيئي: عبر حملات توعية توضّح أهمية التنوع البيولوجي وسبل الحفاظ عليه.
  5. التنسيق بين أصحاب القطط والمنظمات البيئية: للتوصل إلى حلول وسط تحمي القطط وتحافظ على البيئة.

الأسئلة الشائعة

  1. كم يبلغ عدد القطط في سويسرا؟
    يوجد حوالي مليوني قطة، 90% منها تتمتع بحرية الوصول إلى الهواء الطلق.
  2. ما هي أبرز الحلول المقترحة للحد من تأثير القطط؟
    تشمل التعقيم المنتظم، وضع أطواق ضوضائية، وحظر الخروج خلال مواسم تكاثر الطيور.
  3. هل القطط السبب الرئيسي في تراجع التنوع البيولوجي؟
    لا، يُعد التغير المناخي والتوسع الحضري من الأسباب الأساسية.
  4. هل تجربة فالدورف الألمانية ناجحة؟
    رغم صرامة التدابير، لا تزال الاستجابة متفاوتة بين السكان.
  5. هل فرض ضرائب على القطط حل فعّال؟
    يُعتبر مقترحًا جادًا، حيث يمكن استخدام الإيرادات لدعم مشاريع حماية التنوع البيولوجي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى