العملات المشفرة في السباق الرئاسي: بين طموحات ترمب وتحفظات هاريس 2024

العملات المشفرة في السباق الرئاسي: بين طموحات ترمب وتحفظات هاريس

تشهد الساحة السياسية في الولايات المتحدة تصاعدًا في الاهتمام بالعملات المشفرة، حيث يسعى كل من دونالد ترمب وكامالا هاريس إلى استمالة جمهور هذه الأصول الرقمية، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات. رغم أن كلا المرشحين يتحدثان عن “الابتكار” في مجال الأصول الرقمية، إلا أن الفارق الكبير في توجهاتهما يعكس نهجًا مختلفًا تمامًا.

هل العملات المشفرة هي المستقبل؟

ظهرت العملات المشفرة كفكرة ثورية تعمل خارج إطار النظام المالي التقليدي. لكن، وفقًا لتقديرات عام 2022، فإن نسبة قليلة فقط من الأوروبيين يستخدمون هذه العملات، وتتراوح بين 2% إلى 8%، مع استخدام محدود لها في الحياة اليومية. معظم هؤلاء المستثمرين يرون في العملات المشفرة وسيلة مضاربة، وليست بديلاً عن النقد. وعلى الرغم من أن هناك بعض المتفائلين الذين يشبهونها بـ”الإنترنت الجديد”، فإن غالبية المستخدمين ما زالوا مترددين في الاعتماد عليها.

ترمب والعملات المشفرة: الابتكار أم المخاطرة؟

في إطار محاولته لجذب جمهور العملات المشفرة، يروج دونالد ترمب لمشاريع مرتبطة بالرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) ومنصة إقراض مشفرة مثيرة للجدل. وعلى الرغم من ادعاءات ترمب بأن هذه الأصول الرقمية تمثل “الابتكار” المالي، فإن الحقيقة أن هذه المشاريع تواجه شكوكاً كبيرة، سواء بسبب افتقارها للشفافية أو ارتباطها بمشاريع فاشلة في السابق.

أحد أبرز المخاوف في هذا الصدد هو أن العملات المشفرة، خاصة تلك التي يروج لها ترمب، تعتبر مجرد وسيلة للمضاربة. إذ أظهرت سوق العملات المشفرة تقلبات حادة خلال السنوات الأخيرة، حيث انهارت قيمة العديد من المشاريع المشفرة والرموز الرقمية. وفي حين أن “بتكوين” قد شهدت انتعاشًا بنسبة 45% هذا العام، إلا أن هذا الارتفاع ارتبط بالموافقة على صناديق التداول المباشر، وليس بزيادة في استخدام العملات المشفرة كوسيلة مالية.

العملات المشفرة في السباق الرئاسي الأمريكى
العملات المشفرة في السباق الرئاسي الأمريكى

هاريس وتحفظات العملات المشفرة

على الجانب الآخر، تبدو كامالا هاريس أكثر تحفظًا. فهي تدرك المخاطر المرتبطة بالعملات المشفرة، وتؤكد على أهمية حماية المستهلكين والمستثمرين من الاحتيالات والتقلبات الحادة. ورغم أنها تدعم الابتكار، فإنها تدعو إلى وضع قوانين تنظيمية صارمة تحمي الأسواق المالية من المخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية.

تحديات التكنولوجيا المالية

الاعتماد على العملات المشفرة ليس بلا تحديات. تعدين “بتكوين” على سبيل المثال، يستهلك كميات هائلة من الطاقة، في وقت يعاني فيه العالم من أزمة بيئية. إضافة إلى ذلك، تواجه العملات المشفرة انتقادات لانتشار الاحتيالات المالية التي أسفرت عن خسائر كبيرة قدرت بنحو 5.6 مليار دولار في عام 2023. ورغم أن تقنية “بلوكتشين” التي تقوم عليها العملات المشفرة تعتبر من الابتكارات المثيرة، إلا أن الكثير من الشركات والبنوك التقليدية أصبحت تشكك في فعاليتها مقارنة بالتكنولوجيا المالية الأخرى.

البحث عن سردية جديدة

واحدة من أسباب ترويج السياسيين للعملات المشفرة هي البحث عن السردية التالية التي تجذب المستثمرين الجدد. كما أن هناك جهدًا واضحًا من جماعات الضغط داخل القطاع للعمل على تخفيف القوانين التنظيمية التي تحد من المكاسب المحتملة لهذه الأصول. ويعتمد مستقبل العملات المشفرة بشكل كبير على القدرة على خلق قصص جديدة تقنع الجماهير بأن العملات الرقمية هي الأصول المالية القادمة.

الخلاصة

في النهاية، يبدو أن العملات المشفرة قد دخلت الساحة السياسية في الولايات المتحدة، حيث يتودد كل من ترمب وهاريس لجمهورها بشكل مختلف. ترمب يتبنى نهجًا محفوفًا بالمخاطر، بينما تركز هاريس على تنظيم الأسواق وحماية المستهلكين. ومع استمرار العملات المشفرة في التطور، يبقى السؤال الأهم هو: هل يمكن لهذه الأصول أن تصبح جزءًا حقيقيًا من النظام المالي العالمي؟

الأسئلة المتعلقة بالمقال:

  1. ما هي العملات المشفرة؟
    • العملات المشفرة هي أصول رقمية تستخدم تقنية “بلوكتشين” وتعمل خارج النظام المصرفي التقليدي.
  2. كيف يروج دونالد ترمب للعملات المشفرة؟
    • يروج ترمب لمشاريع NFTs ومنصة إقراض مشفرة، رغم المخاوف بشأن شفافيتها واستدامتها.
  3. ما هو موقف كامالا هاريس من العملات المشفرة؟
    • تدعم هاريس الابتكار، لكنها تركز على حماية المستهلكين ووضع قوانين تنظيمية صارمة.
  4. ما هي المخاطر الرئيسية المرتبطة بالعملات المشفرة؟
    • تقلبات حادة، انتشار الاحتيالات، والتأثير البيئي الكبير بسبب تعدين “بتكوين”.
  5. كيف تتأثر العملات المشفرة بالقوانين التنظيمية؟
    • تؤثر القوانين التنظيمية على حجم الاستثمار في العملات المشفرة، وتعمل جماعات الضغط على تخفيف هذه القوانين لتحقيق مكاسب أكبر.
Exit mobile version